الخميس، يوليو 10، 2014

المملكة 23



 (12)

تناولنا فطورنا في الفندق متأخرين، ثم ذهبنا إلى قاعة المؤتمرمتثاقلين، لم تكن لدي رغبة في سماع المزيد من المناقشات والمحاضرات، وما يصاحبها من تصفيق وإعجاب، وما يتخللها من مناقشات جانبية وهمهمات، ثم ما يتبعها من مداخلات وتعليقات.  كنت أريد أن أخرج إلى المدينة، أريد أن أتعرف عليها أكثر، أود أن لو أشتري ملابس لى ولأهلى! ولكن أنَّى لى هذا؟ وشعور يراودنى بأن الجميع يرقبونني يحول بيني وبين فعل ذلك! لا سبيل أمامي سوى أن أزوّغ!
مِلتُ على رفيقى المصرى، أخبرته بمرادي وشرحت له خطتى، تردد في البداية ثم سرعان ما لحق بي! توجهنا مباشرة نحو الزقاق الرئيسي لسويقة المدينة القديمة، هكذا يسمونه، كان مزدحما بكثير من الباعة وقليل من المشترين، السوق في مجملة مقسم إلى عدة أقسام، قسم للملابس النسائية، وقسم للملابس الرجالي، وآخر للأطفال، وكان للملابس العصرية الحظ الأوفر في السوق مقارنة بالملابس المغربية التقليدية  مثل  "القفطان" و"الجلابة" الرجالية والنسائية و"الجابدور"! أسعار الملابس العصرية أرخص بكثير من الملابس التقليدية! إنها العولمة!

العالم قرية صغيرة، ما نشاهده في مصر يشاهدوه هنا في المغرب، معظم المحلات بها تلفزيونات، ومعظم الباعة اختاروا قناة الجزيرة الإخبارية. الانتخابات الرئاسية في مصر كانت محط أنظار الجميع، والسؤال اللولبي الحلزوني:
-        مرسي ولا سيسي؟!  كان حاضرا بقوة!
وجاءت إجابتى على هوى أحد الباعة الذين طلقوا السياسة طلقة بائنة، فراح يدعو لي بالبركة والتوفيق ثم قال:
يابنى نحن قوم إذا جاء إلينا ملك جديد دعونا له بقولنا: نصرك الله! وإذا فارقنا ملك دعونا له بقولنا: أعانك الله!
وانهمرت دموع آخر متسائلا:
"ما الذي جرى لكم أيها المصريون، وقد كان طلابكم من الأزهر يأتون إلينا فيعلموننا أمور دنيانا وآخرتنا؟! " ولم نتمالك أنفسنا من وقع كلامه على قلوبنا  فدمعت أعيننا حزنا على وطن لا يعرف قيمته سوى الأغراب!

هناك تعليق واحد: