الأربعاء، يوليو 09، 2014

المملكة 22



أعشق البحر، وأعشق مياهه، تلاطم أمواجه يذكرنى دوما بمشهد طبيب يحاول إنقاذ مريضه من سكتة قلبية! البحر يوقظنى، يبعث فيّ حياة،  يعطينى أمل!
لم نستطع حبس أنفسنا بعيدا عن البحر، فقفزنا كأطفال فوق رماله، واقتربنا أكثر فأكثر من صخوره، حتى لمسنا عشبه المرجاني الأخضر!

الموج الأزرق في عينيك... يجرجرنى نحو الأعمق
وأنا ما عندي تجربة
في الحب ولا عندي زورق
إن كنت أعز عليك فخذ بيدي
فأنا عاشقة من رأسي حتى قدمى
إنى أتنفس تحت الماء
إنى أغرق
إنى أغرق[1]

 على مد البصر رأيت بعض الصيادين يجمعون "محار البحر"، أو كما يطلق عليه المغاربة "بلح البحر"، وقد سمعت أن جمع محار البحر لم يعد مقتصرا على الصيادين، بل تعداهم ليصبح ظاهرة منتشرة بين  النساء والشباب والصبية الذين ليس لهم عمل، فهم يستيقظون مبكرا ويتوجهون مباشرة نحو المحيط،  يقضون يومهم في جمع بلح البحر غير آبهين بتقلبات الطقس، ثم يضعون سلعتهم داخل أكياس بلاستيكية في انتظار من يشتريها، ومنهم من يقوم بطبخها وتقديمها مع الشوربة، وقد رأيت كثيرا منهم في كازابلانكا وهنا في الرباط!

ويقال أن هناك فوائد كثيرة لتناول بلح البحر، فعندما كتبت في موقع جوجل الشهير أبحث عن محار البحر أو بلحه ظهرت أمامي عشرات الصفحات التى تذكر أهميته وتعدد من قيمته؛ فهو يحتوي على مواد مقوية ومغذية خاصة لهرمونات الذكورة، وبه نسبة عالية من الفسفور واليود والفيتامينات. وهنا في المغرب يجري تحضيره في عدة وصفات أشهرها «الطاجين» ويطلق عليها المغاربة «المقيلة»، وسبب هذه التسمية أن بلح البحر يطهى في مقلاة مع مجموعة من الخضروات.
وأدركنا الوقت فهممنا عائدين، واخترنا أن نعود من طريق غير الذي قدمنا منه، آملين أن نصل الفندق سريعا، فانحرفنا يمينا لنمر من أمام مدرسة ابتدائية كتب عليها (مدرسة الأوداية) بثلاث لغات (العربية و الأمازيغية والفرنسية)،  ورأينا الأطفال يتقاطرون على المدرسة بصحبة أمهاتهم، أحب الأطفال وبراءتهم، ليتنى أعود طفلا!
ليت الطفولة تعود يوما           فأخبرها بما فعل الشباب!


[1] نزار قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق