الثلاثاء، يونيو 24، 2014

المملكة 16



(8)
صومعة حسان
في صباح اليوم التالى- ثاني أيام المؤتمر- استيقظت في السادسة من دون منبه، فتحسست طريقى إلى الهاتف لأتصل-حسب الاتفاق- بصاحبي التونسى، إلا أنه أغلق الهاتف في أذنى، فعاودت الاتصال به مرة أخرى فعاود هو غلق الهاتف، وكررت المحاولة للمرة الثالثة من دون مجيب، وتعجبت، فلقد اتفقنا أمس أن أوقظة لنخرج سويا، ترى هل  نسى وعده أم أنه تناسى، أم ترانى أخطأت في رقم غرفته؟! واتصلت بموظف الاستقبال فأكد لى صحة الرقم، ولم أشأ أن أعاود الاتصال به مرة أخرى، وخرجت وحدى أصنع مثل ما صنعت صباح أمس، ووليت وجهى شطر مشرق الشمس عسى أن أرى جديدا، وسرت بمحاذاة شريط الترام مستمتعا بخلو الشارع من المارة وبقلة عدد السيارات، ومنتشيا بهواء منقى جعلنى أتأنى في سيرى، حتى وقعت عيناي على لافته تشير إلى محطة ترام تسمى (صومعة حسان)، فتقدمت بضع خطوات حتى اقتربت من عامل نظافة فسألته:
-        كيف لي أن أصل إلى صومعة حسان؟
أشار الرجل بيمينه إلى نهاية الشارع فواصلت السير ثم عبرت الطريق حتى اقتربت من مبنى أبيض كبير محاط  بسور حديدي معلق عليه لافته تشير إلى ضريح الملك محمد الخامس، وعن شمالها انبسطت ساحة كبيرة تناثرت فيها بقايا أعمدة قديمة تنتهى إلى مأذنة مربعة لم تكتمل بعد، تسمى صومعة حسان!
وقفت أسترق النظر من خلال السور الحديدي حتى مرت أمامي سيدة بزي رياضي، فهمت من فورى أنها ما أتت إلى هذا المكان في هذه الساعة إلا لتتريض، لوحت إليها فاقتربت:
-        صباح الخير!
-        صباح الخير، مصرى!
-        أيوه ، وانتى.. مغربية!
-        نعم!
وحمدت الله أنها لم تسألنى السؤال الذي سئمت من سماعه ( مرسي ولا سيسي) وسألتها:
-        متى تفتح الصومعة أبوابها للجمهور!
ولم يكن سؤالى إياها عن جهل بالمواعيد، بقدر ما كان فتاحا لحديث استمر لأكثر من ساعة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق