الأحد، يونيو 22، 2014

المملكة 14


ونظرت في ساعتى فوجدتنى قد تأخرت، ورأيتها قد تجاوزت الثامنة، فتمنيت أن لو كان أمامي مزيد وقت لأبقى، فهدوء المكان وصمته، وجمال شواهد المقابر ولغتها المعبرة، وسحر الطبيعة وصفائها، تدعوني للبقاء ؛ إلا أننى وعدت الشواهد أن أعود إليها يوما ، بشرط أن يسمح الوقت وأن يأذن لى ربي، ووجدت أمامي أتوبيس نقل عام، فلوحت لسائقه فتوقف على الفور فسألته:
- البرلمان؟
-        لا
-        الأخ مصرى؟
-        نعم
-        سيسي ولا مرسي؟
وأجبته بما أجبت به سابقيه، فعرض على أن أركب معه إلى أقرب نقطة، وكان ودودا.
عدت أدراجي حيث أتيت، فمررت من نفس الشوارع، ولم يتغير منها شئ سوى ازدياد حركة الناس والمركبات، وحكيت لزملائى في المؤتمر ما رأيت، وتمنى بعضهم لو كان معى، وطلب الآخر أن يرى الصور التى التقطها، وأبدى آخرون استعدادهم الكامل ليستيقظوا معى مبكرا في  اليوم التالى!


عند باب انعقاد المؤتمر التقيت سفيان، وكان لا يزال أطول منى قليلا، وأصغر منى سنا، وأكثر منى ابتسامة وتفاؤلا. التقيته بعناق بعد غياب دام ما يقرب من عامين، قبلها كنا نلتقى كل يوم في برلين لمدة شهر كامل، ليعود كل واحد منا إلى بلده، فتشغله الدنيا بأفراحها وأطراحها، تم تصفو لتجمع الشتات، وتبتسم لتعود الذكريات، وتضحك ليتجدد الأمل! ترى متى ستضحك لي الدنيا، أم تراها قد ضحكت عندما سمحت لى بزيارة المملكة؟!
 في المؤتمر عرض كل واحد منا  بضاعته، فقد كان المؤتمر أشبه بسوق امتلأ بالبضائع، أجاد فيه تاجر بعرض بضاعته، ولم يستطع آخر أن يقدر بضاعته حق قدرها، وفيه من جاء ليشترى!  وتخلل المؤتمر ساعة غداء، أكلنا فيها طعاما فرنسيا بنكهة مغربية ، وودت لو كان طعاما مغربيا خالصا! واستمر المؤتمر حتى غروب الشمس فخرجنا لمطعم قريب تحققت في أمنيتى بعشاء مغربي خالص!

هناك تعليقان (2):


  1. ولما جائتنى الدعوة لحضور مؤتمر في الرباط ةلم أتردد لحظة في تلبيتها

    ما هو المؤتمر الذى دعيت لحضوره ؟
    Nancy

    ردحذف
  2. المؤتمر كان عن اللغة الألمانية لغيرالناطقين بها

    ردحذف